افتتح في واشنطن مركز طبي لمعالجة المدمنين على الإنترنت أطلق عليه اسم "ريستارت" وهو أول مركز من نوعه في الولايات المتحدة يعنى بمعالجة حالات الإدمان على الإنترنت وألعاب الفيديو وإرسال الرسائل النصية القصيرة. وأشار موقع "لايف ساينس" الأميركي الى أن برنامج إعادة تأهيل مدمني الإنترنت يمتد لمدة 45 يوماً وتبلغ كلفته 14500 دولار.
|
يا مدمنة.. روحي عالمركز تعالجي!! |
وصمم البرنامج على أساس أن "يفطم" المريض عن الإنترنت وذلك عن طريق علاج يدمج بين المحادثة التقليدية والتدريب على مهارات اجتماعية مختلفة كتقنيات المحادثة مثلاً. ويقوم المريض في المركز أيضا بإطعام الماعز وتربية الدجاج والقيام بالاعمال المنزلية وذلك في محاولة لإعادة توجيهه نحو الحياة الطبيعية.
واعتبر عالم النفس ستيوارت فسكوف أن البرنامج بغض النظر عن انه مكلف وقد يبدو قاسياً إلا أنه قد يكون مساعداً جداً. وأشار إلى أن الهدف من البرنامج هو أن يختبر المريض شيئاً يفرحه، وذلك من دون استخدام الإنترنت، فمقابلة المرضى مع أشخاص بحاجة إليهم، يقدّرونهم ولا يحكمون عليهم أمر يسمح لهم بالانخراط مع العالم ويساعدهم على ذلك.
ولفت إلى أن إعادة التأهيل وحدها لا تكفي فيمكن أن يتم تغيير سلوك شخص في بيئة معيّنة لكن عند وضعه في بيئة أخرى يمكن أن يعود إلى ما كان عليه، مضيفاً "أن الأمل يتمثل في أن يضع البرنامج المرضى على السكة الصحيحة من أجل أن يوسّعوا بقعة الضوء أمامهم وينظروا إلى مجالات أخرى في حياتهم".
ولفت موقع "لايف ساينس" إلى ان عبارة "الإدمان على الإنترنت" لا تزال "موضع نقاش"، فاتحاد علماء النفس الأميركي لم يعترف حتى اليوم بهذا كمرض. وأشار إلى قول أستاذ علم النفس العيادي في جامعة تافتس الأميركية رونالد بايز "إن أغلب الجدل يدور حول إن كان التعود على الانترنت هو مرض بحد ذاته أم إنه عارض لمشـــاكل نفســـية أعمـــق"، مـــضيفاً "قد يكون الإنسان مصاباً بالاكتـــئاب أو القــــلق ما يفــــسّر مشكلة لجوئه إلى الإنترنت".
وأشار الموقع إلى أن أبحاثاً صغيرة جداً تجرى حول الإدمان على الإنترنت وإحداها الدراسة التي أجراها باحثو جامعة ستراتفورد الأميركية الذين وجدوا أن أكثر من 1 من أصل ثمانية أميركيين لديهم عوارض تشير إلى إشكالية في استخدامهم للإنترنت فهم مثلاً يجدون صعوبة في البقاء بعيداً عن الإنترنت أياماً متتالية، إلا أن الباحثين اعتبروا أن نتائج بحثهم "غير ناضجة" وليست كافية للتأكيد على أن تلك الحالات بحاجة إلى فحص طبي.