البرنس نائب المدير العام
عدد المساهمات : 288 التقيم : 792 الشُهْرَة : 18 تاريخ التسجيل : 22/08/2009 العمر : 32 الموقع : www.agmadas7ab.hooxs.com
| | لجمالها نقلتها لكم غروب شروق غروب | |
فى حجرة من حجرات إحدى المستشفيات كانت ترقد فتاة على فراشها ، ومن شدة برودة الفراش كان يبدو وكأنه فراش الموت ، فكادت هذه البرودة أن تقتل تلك الفتاة قبل شفائها ،وإن كان شحوب وجهها لا ينم عن شفاء قريب او بعيد،فقد كان شحوب وجهها شحوب الموت ،وما أظهر أن هناك حياة فى تلك الفتاة هى دموعها التى التى أنهمرت على وجنتيها معلنة عن المرارة والالم اللتان تعيش فيهما تلك الفتاة ،وفجأة سمعت أحدا يطرق الباب فأسرعت بمسح دموعها وتجميع أشلائها وبكل ما تبقى فيها من قوة قالت : (أدخل ).
دخل شخص يبدو أنه طبيبها المعالج وبيده بعض الاوراق والتى يبدو انها نتائج تحاليل .أرتسمت على وجهه أبتسامة لا تتوافق مع حال هذه المريضة وإن غيرت من شحوب وجهها وزرعت فى قلبها الامل فى الحياة ،ولكن بعد الحديث الذى دار بينهما تبد لت المشاعر وأنهار الامل ؛فلن تعيش تلك الفتاة أكثر من ستون يوما قررت حينها أنها لن تعيش يوما واحدا من تلك الستون إلا فى سعادة وفرح وهناء.
بعدد خروج الطبيب نظرت من الشرفة متأملة المرضى بالحديقة هؤلاء المرضى الذين يمكن أن تكون حالتهم أفضل أو أسوء منها ولم تلفظ إلا (الحمد لله على كل شىء).
فجأة وقع نظرها على رجل وشعرت كأنه حلم يتحقق ،صورة فى الخيال أصبحت حقيقة ؛ فدق قلبها للمرة الاولى والاخيرة ولم تكن تلك دقة خوف أو أنتظار بل كانت دقة أمل فى العيش بسعادة بعد التعاسة التى ملئت القلب ، ولاحظت انه يقف بجانب طبيبها المعالج ويتحدث معه ،فطرأت إليها فكرة النزول إليه بحجة توديع الطبيب ، فنزلت اليه وقامت بتوديعه ثم غادر الطبيب وظلا هما الاثنان معا يسود بينهما الصمت وبدون أن تتحمل عناء بداية الكلام معه قام هو بتقديم نفسه إليها قائلا: ( أنا محمود أقوم بزيارة أحد أقاربى هنا وكنت أطمئن على حالته من الطبيب ، فقالت له : (وكيف حاله ) فرد فى أسى قائلا : ( لم يتبق له الكثير من العمر ) فشردت بخيالها وتذكرت حالها وما تبق لها من العمر وساد الصمت ثانيا إلا أنها تذكرت أنها لم تقدم نفسها له فقطعت ذلك الصمت قائلة : ( وأنا أمل كنت أيضا أزور صديقتى هنا وكنت أنقل لها بعض الاغراض إلى البيت ، فسألها فى خجل: (متى ستغادرين ) فردت مسرعة : ( الآن) فقال فى سعادة فهل لى أن أوصلك فى طريقى ؟) فردت فى نفس الخجل : ( بالطبع إن لم أكن سأعطلك ) فرد ضاحكا : (بالطبع لا . هيا بنا ).
إن أستعطت أن أسرد قصة حب محمود وأمل والسعادة والفرح اللتان عاشا فيهما فلن تكفيننى مجلدات قصصية ولا قصائد ومعلقات شعرية لذلك سوف أكمل من حيث النهاية ، نهاية قصة حب محمود وأمل .
بعد وفاة أمل ذهبت إلى البيت لأقدم التعازى لوالدتها ووالدها فوجدت أنها تركت لى خطابان الاول لى وبأسمى والثانى بأسم محمود ، فتحت الخطاب الذى مكتوب عليه أسمى وقرأته وكان به تلك القصة التى سردتها منذ قليل وبه تنبيه بأن أوصل الخطاب الاخر لمحمود وأشرح له ما حدث إن لم يستوعب ما كتبته فى الخطاب من حقائق ستصدمه بحقيقة مرضها ووفاتها .
بالفعل ذهبت إلى منزل محمود، فطرقت الباب ، ففتحت لى الباب إمرأة عجوز يبدو أن الحزن قد أهلكها ، فسألتها : (هل محمود هنا ؟) فجرجت تلك الكلمات وكأنها طلقات نارية موجهة إلى صدرها مباشرة فأخترقته ،فردت باكية : ( ذهب محمود إلى خالقه الذى رحمه من عذاب مرضه بعد أن عانى منه سنين)، فصعقت بتلك الكلمات ،وطلبت من تلك المرأة _التى عرفت بعد ذلك أنها والدته_ أن تشرح لى ما حدث وبهدوء .
ظلت تلك المرأة تغمغم بكلمات لم أفهم منها سوى أنه كان مريض بمرض خطير وعرف من الطبيب قبل شهرين أن تلك المدة هى المتبقية له فى الحياة ، فضحكت ضحكة لم تكن نابعة من سخرية الموقف بل نابعة من سخرية القدر ،فألتفتت لى والدته وكأنها تذكرت للتو أنها لم تسألنى عن سبب سؤالى عن محمود قائلة : ( ماذا كنتى تريدى منه؟ ) ، فقلت لها : ( كنت أحمل له خطاب من أمل ) . فردت ناهضة من مجلسها : ( أنتظرى لحظة فقد ترك لها هو الآخر خطاب خذيه وأعطيه لها )فأحضرته لى ، وعندما فتحته وجدت به تلك الجملة فقط ((محمود الله على رحمته على وإعطائى ذلك الامل فى الحياة )) .
حينها لم تستطع دموعى التحمل أكثر من ذلك فأنهمرت معلنة عن عجزها أمام تلك الكلمات قائلة : ( لقد جمعهما المرض والكذب وفرقهما الموت). | |
|