9 - رمضان - 1430 هـ| 30 - أغسطس - 2009
كيف يساهم الصيام في تخليص أجسادنا من السموم ؟
لها أون لاين
لم يشرع الله عزّ وجل أي تشريع ديني، إلا وكانت له فوائد عظيمة للإنسان، في دينه ودنياه وآخرته، ولعل صوم شهر رمضان من أكثر العبادات التي يمكن أن يلاحظ الناس مدى فائدتها على الأبدان، وعلى الصحة العامة... وكثيراً ما كتبت الكتب والمقالات حول فوائد الصيام على الصحة العامة، ومن بينها تخليص الجسم من السموم.
وفي هذه المادة، سوف نحاول التعرف على السموم التي يتخلص الجسم منها خلال صيام شهر رمضان المبارك، وكيفية حدوث ذلك.
ما هي السموم التي تلحق بالجسم؟
يتعرض جسم الإنسان إلى كثير من السموم والمواد الضارة من مصادر عدة:
- عن طريق الغذاء الذي يتناوله وما قد يضاف إليه – في عصرنا هذا – من المواد الحافظة والمضادات الحيوية ومنشطات النمو والمخصبات وغيرها.. بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من الأطعمة تحتوي على نسبة من الكائنات الدقيقة التي تفرز سمومها فيها وتعرضها للتلوث.
- تحتوي بعض النباتات في تركيبها على بعض المواد الضارة.
- السموم المنتشرة في الهواء، ونستنشقها مثل عوادم السيارات وغازات المصانع.
- سموم الأدوية التي نتعاطاها.
- سموم الكائنات الدقيقة التي تعيش في أجسامنا بأعداد هائلة.
- مخلفات الاحتراق الداخلي للخلايا، والتي تسبح في الدم مثل ثاني أكسيد الكربون واليوريا والكبريتات وغيرها.
- مخلفات هضم الغذاء وما تحدثه من غازات سامة نتيجة تخمرها وتعفنها.
الكبد والتخلص من السموم:
إن "الكبد" الذي خلقه الله في أحشائنا، هو الجهاز الذي يقع عليه المسؤولية الكبيرة في تخليص الجسم من السموم بإبطال مفعول كثير منها، أو تحويلها إلى مواد نافعة.. وصدق الله: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الذريات:21).
فهو يقوم بتحويل مجموعة واسعة من الجزئيات السامة – والتي غالباً ما تقبل الذوبان في الشحوم – إلى جزئيات غير سامة تذوب في الماء قد يفرزها الكبد عن طريق الجهاز الهضمي أو تخرج عن طريق الكلى.
ماذا يحدث أثناء الصيام؟
1- تتحول كميات هائلة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد وينتفع بها، وتستخرج منها السموم الذائبة فيها، وتُزال سُمِّيتها، ويتم التخلص منها مع نفايات الجسد.
2- الكوليسترول الموجود في الدهون المتجمعة والقادمة من مخازنها المختلفة، يساعد على التحكم وزيادة إنتاج مركبات الصفراء في الكبد، والتي تقوم بدورها بإذابة مثل هذه المواد السامة والتخلص منها عن طريق البراز.
3- تأكسد الأحماض الدهنية – بفعل الصيام يخلص الخلايا الكبدية من مخزونها من الدهون، وبالتالي تنشط هذه الخلايا وتقوم بدورها خير قيام حيث تعادل كثيراً من المواد السامة بإضافة حمض الكبريت أو حمض الجلوكنيك حتى تصبح غير فعالة ويتخلص منها الجسم.
4- يقوم الكبد بالتهام أية مواد دقيقة مثل دقائق الكربون التي تصل إلى الدم ببلعمة جزئياتها بواسطة خلايا خاصة تبطن الحبوب الكبدية ويتم إفرازها مع الصفراء... وفي أثناء الصيام... تكون هذه الخلايا في أعلى معدل كفاءتها للقيام بوظائفها، فتقوم بالتهام البكتيريا بعد أن تهاجمها الأجسام المضادة المتراصة.
فأثناء الصيام... تكون عمليات هدم الغذاء في التمثيل الغذائي أكثر من عمليات البناء، ولذلك فإن فرصة طرح السموم المتراكمة في خلايا الجسم تزداد خلال فترة الصوم، ويزداد أيضاً نشاط الخلايا الكبدية في إزالة سُمِّية كثير من المواد السامة وهكذا يعتبر الصيام إستراتيجية للقضاء على السموم تعطي أجهزة الجسم شهادة صحية بالسلامة.